طريق الملكوت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
طريق الملكوت

منتدى مسيحى


    القراءات الكنيسية:

    M M S
    M M S
    المدير 2
    المدير 2


    عدد المساهمات : 628
    نقاط : 1691
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 14/04/2012

    القراءات الكنيسية: Empty القراءات الكنيسية:

    مُساهمة من طرف M M S الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 8:47 am

    الأقباط هم أول من قسموا الزمن والسنين, قسموا السنة إلي 12 قسماً بحسب حركة النجوم, ثم وزعوا هذة الأقسام الاثنا عشر علي ثلاث فصول, لكل فصل أربعة شهور, وسُمي الفصل الأول منها "فصل الفيضان", والثاني "فصل بذر الحبوب", والثالث "جني الثمار", ولم يكن للشهور أسماء في أول الأمر, فكانت الشهور تُنسب إلي فصولها, فيُقال مثلاً "الشهر الأول من فصل الفيضان". وفي حوالي القرن السابع قبل الميلاد أطلق المصريون علي الشهور أسماءً كانت تعبير عن الأعياد التي كانوا يقيموها ثم زادوا علي هذه الشهور خمسة أيام في آخر السنة اعتبروها الأيام التي ولدت فيها المعبودات الخمسة التي تتكون منها مجموعة أوزيريس وهي "أوزيريس, إيزبس, ست, نفتيس, حورس", وجعلوا من مناسبات لاحتفالات دينية.
    السنة المصرية قديماً لم تعتمد علي علم الفلك, ولكن علي أساس ظهور فيضان النيل, فهي إذاًَ كانت سنة نيلية تعتمد علي طبيعة الفيضان وقيمتة بالنسبة للناس الذي ترتبط به حياتهم أرتباطاً وثيقاً, فجعلوا يوم بدء فيضان النيل هو أول أيام العام الجديد, بالمناسبة, كلمة "النيل" مأخوذة من الكلمة اليونانية (نيلوس), وفي صلواتنا الليتورجية في الكنيسة القبطية حينما نذكر كلمة النهر (بوتاموس), كما نقول "مياه النهر في هذه السنة باركها, فالمعني هنا هو نهر النيل.
    لاحظ المصريون أن أول أيام العام الجديد أخذ يتأخر عن يوم بدء فيضان النيل بزمن أخذ يطول مع توالي السنين والقرون, ولاحظوا أيضاً أن "فصل بذر الحبوب" والتي كانت تقع في الشتاء أخذت تقع في الصيف, وهذا التفاوت كان بسبب أن السنة المدنية تنقص عن السنة الشمسية بربع يوم تقريباً, ووجد المصريون أن هذا الخطا صحح نفسة بعد أن مضي 1460 سنة شمسية, ففي هذة المدة تجمع الفرق الذي هو ربع يوم عن كل سنة, فأصبح 365 يوماً أي سنة كاملة, وهذا أرجع التوافق مرة أخري بين السنة المدنية والسنة الشمسية.
    لاحظ المصريون أيضاً ان سنتهم النيلية التي كانت تبدأ من اليوم الأول في أرتفاع النيل وتنتهي في نفس اليوم في العام التالي, أنها تتفق مع الدورة السنوية لنجم ثابت يظهر بوضوح بعد أختفاء طويل, وذلك مع بدء مجئ الفيضان مرة كل سنة, ولاحظوا أيضاً أنه في دوران الأرض حول الشمس تأتي لحظة كل سنة يكون فيها هذا النجم في حظ مستقيم مع الأرض والشمس, لهذا أطلق المصريون علي هذا النجم اسماً مونثاً هو "سبدت", الذي يعني "الجالبة للنيل" أو التي تُحدث الفيضان", وأطلقوا يوم ظهور "سبدت" اسماً لعيد سموه "عيد طلوع سبدت", هذا النجم معروف اليوم بأسم "النجم الشُعري اليمانية", وقدس المصريون هذا النجم لأن ظهورة كان يعني بدء الفيضان النيل, مصدر الخيرات لمصر, وأثبت عُلماء الفلك اليوم أن دورة "النجم الشُعري اليمانية" تكتمل بدقة كل 1460 سنة, ومازال هذا التقويم القديم دليل نافع للمزارع اليوم ويراعونه في كل ما يختص بالبذور والحصاد, كما كان يفعل الفلاح المصري القديم منذ السنين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 4:31 pm