طريق الملكوت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
طريق الملكوت

منتدى مسيحى


    كتاب حياة الشكر جـــ 2

    M M S
    M M S
    المدير 2
    المدير 2


    عدد المساهمات : 628
    نقاط : 1691
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 14/04/2012

    كتاب حياة الشكر جـــ 2 Empty كتاب حياة الشكر جـــ 2

    مُساهمة من طرف M M S الجمعة سبتمبر 07, 2012 2:35 pm

    3- الشكر كل حين
    ....................

    (شاكرين في كل حين، على كل شئ) (أف 5: 20)

    اذن شكرنا لله ليس له مناسبات محددة، وانما هو (فى كل حين) ومادام هو كل حين، اذن هو يشمل الحياة كلها، وتنطبق عليها عبارة (حياة الشكر).

    ومثل هذا التعليم شرحه القديس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكى. فقال (افرحوا كل حين. صلوا بلا أنقطاع. اشكروا في كل شئ) (1تس 5: 16 –18).

    من أجل هذا صلاة الشكر، تتقدم كل صلاة:

    كل طقس من طقوس الكنيسة، وكل قداس، يبدأ بصلاة الشكر. وقد وضعت لنا الكنيسة المقدسة صلاة الشكر في بدء كل صلاة من الصلوات السبع (فى الأجبية) سواء كانت بالنهار أم بالليل. وهكذا نشكر الرب كل حين. عشية وباكر ووقت الظهر).

    وأيضا نقول مع المرتل في المزمور (فى نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك) (مز 119).

    وبالإضافة إلى صلاة الشكر العامة، نقدم شكرا في تحاليل الساعات:

    ففى تحليل صلاة باكر نقول (نشكرك يا ملك الدهور، لأنك أجزتنا هذا الليل بسلام. وأتيت بنا إلى مبدأ النهار) اننا نشكره على حفظه لنا سالمين خلال الليل، ومنحه لنا يوم جديدا في الحياة..

    وفى تحليل الساعة الثالثة نقول (نشكرك لأنك أقمتنا للصلاة في هذه الساعة المقدسة التي فيها أفضت نعمة روحك القدوس بغنى على التلاميذ، خواصك القديسين ورسلك المكرمين الطوباويين، مثل ألسنة نار) ونحن نشكره لأنه منحنا أن نصلى في هذه الساعة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. انها نعمة منه ونعمة.

    وهذا ما نقوله في تحليل الساعة السادسة (نشكرك يا ملكنا ضابط الكل ونمجدك. لأنك جعلت آلام ابنك الوحيد أوقات عزاء وصلاة).

    وفى تحليل الغروب نقول له (نشكرك يا مليكنا المتحنن، لأنك منحتنا أن نعبر هذا اليوم بسلام، وأتيت بنا إلى المساء شاكرين. وجعلتنا مستحقين أن ننظر النور إلى المساء) ان كل ساعة تمر بنا بخير، نشكر الله عليها.

    اذن هو شكر باستمرار، سواء في مقدمة كل صلاة، أو في المناسبات.
    M M S
    M M S
    المدير 2
    المدير 2


    عدد المساهمات : 628
    نقاط : 1691
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 14/04/2012

    كتاب حياة الشكر جـــ 2 Empty رد: كتاب حياة الشكر جـــ 2

    مُساهمة من طرف M M S الجمعة سبتمبر 07, 2012 2:37 pm

    4- الشكر على كل شيء
    ........................

    بل أن الكنيسة تبدأ بصلاة الشكر حتى عندما تصلى في جناز على شخص أنتقل من هذه الحياة، أيضا تبدأ بالشكر. يقول الرسول:

    (وكل ما عملتم بقول أو بفعل، فاعملوا الكل باسم الرب شاكرين الله) (كو 3: 17) أي في كل عمل شاكرين الله. وفي صلاة الشكر نقول:

    نشكرك على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل حال.

    اذن ليس هو فقط كل حين، وانما أيضا على كل شيء. ذلك لأن الله يعمل معنا الخير باستمرار وقد قال الرسول (كل الأشياء تعمل معا للخير، للذين يحبون الله) (رو 8: 28) سواء في ذلك الخير الواضح، أو الأمور التي تبدو وكأنها ليست الخير ولكنها خير ونحن لا ندرى!

    لذلك وصف الله بأنه (صانع الخيرات).

    انه لا يصنع الا خيرا، ولذلك فالإنسان المؤمن بصفة الله هذه، يقبل كل ما يأتى من عند الله بفرح، ويقول في ايمان (كله للخير) ويشكر الله وتظهر له الأيام فيما بعد، أن هذا الأمر الذي يشك البعض في خيريته، كان للخير فعلا..

    ولكن قد يسأل البعض ويقول: نحن نؤمن بلا شك أن كل ما يأتى من عند الله هو خيرا؟! نقول له: ان تصرفات الناس حيالنا: ان كانت خيرا، ستصل إلينا خيرًا. ولكن..

    ان لم تكن خيرا، يحولها الله إلى خير، وتصل الينا خيرا في النهاية..

    أخوة يوسف الصديق باعوه كعبد. وكان تصرفهم شرا في ذاته، وخيانة، وعدم محبة، وقسوة، وحسدا. ولكن الله حول ذلك الشر إلى خير، فصار يوسف (أبا لفرعون وسيدا لكل بيته) والثانى في المملكة.. وكان بقاؤه في مصر (لاستبقاء حياة) وهو نفسه قال لأخوته (أنتم قصدتم لي شرا، أما الله فقصد به خيرًا ليحيى شعبا كثيرا) (تك 50: 20).

    أولاد الله دائما فرحون، يشكرون على كل شيء.

    وحينما يشكرونه، لا يفعلون ذلك كمجرد طاعة لوصية (اشكروا) كأمر مفروض عليهم!!

    كلا، فليس هذا هو الشكر الحقيقى. وليس الشكر هو مجرد ألفاظ تقال بدون أقتناع، كاداء لواجب..

    بل يشكرون الله من كل القلب، وبكل الثقة.

    فهم واثقون تماما وبكل تأكيد، أن الله لا يسمح بأن يحدث لهم سوى الخير، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأنه كضابط للكل يرقب كل الأمور الحادثة لهم، ويأخذ منها موقفا لصالحهم. لذلك هم يشكرونه على كل ما يحدث – أيا كان – واثقين أنه لخيرهم. ولهذا ترتبط حياة الشكر بحياة الإيمان، كما سنرى عند حديثنا عن الفضائل المتعلقة بالشكر.

    والإنسان قد يشكر الله بالكلام، وقد يقدم له ذبائح الشكر، وذبائح سلامة (لا 3) أو يقدم له نذورا..

    وكما قال داود النبي (كأس الخلاص أخذ، وباسم الرب أدعو. أوفى نذورى قدام كل شعبه (مز116)

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:25 pm