طريق الملكوت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
طريق الملكوت

منتدى مسيحى


    كتاب الحروب الروحية جــــــ 1

    M M S
    M M S
    المدير 2
    المدير 2


    عدد المساهمات : 628
    نقاط : 1691
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 14/04/2012

      كتاب الحروب الروحية جــــــ 1 Empty كتاب الحروب الروحية جــــــ 1

    مُساهمة من طرف M M S السبت أكتوبر 13, 2012 10:32 am

    1- مقدمة عن الحروب الروحية
    ...............................

    حياة كل إنسان لا تخلو من الحروب...

    حتى سير الآباء القديسين، لا تخلو من حروب روحية، بعضها خارجي كان من الشياطين، والبعض وهو قليل كان من داخلهم.

    والحروب التي من الشياطين أصدرنا لأجل شرحها كتابًا خاصًا فيه عن 25 نوعًا من محاربات الشياطين. كما تحدثنا أيضًا عن 11 طريقة في كيفية الانتصار على تلك الحروب. لذلك سنمر على هذه الحروب الشيطانية مرورًا عابرًا في هذا الفصل...

    من الحروب الخارجية أيضًا حروب تأتي من العثرات الخارجية، من البيئة ومن الصدقات الضارة. وسوف نتحدث عن هاتين النقطتين وننصح بقراءة ما يتعلق بهما كذلك في كتابنا [حياة التوبة والنقاوة] سنضيفه هنا في موقع الأنبا تكلا في القريب بإذن الله.

    ومن جهة الحروب الداخلية، ركزنا على نقطتين هامتين هما الأفكار والشهوات الأفكار تحارب العقل. والشهوات تحارب القلب والحواس. على أن حروب الفكر رأينا بالإضافة إلى ما ورد في هذا الفصل أن نخصص لها بابًا مستقلًا في هذا الكتاب. نتركك الآن إلى الصفحات المقبلة لتقرأ عن الحروب الداخلية والخارجية، واعتبر ما تقرأه مجرد مقدمة للحروب الروحية بوجه عام...
    M M S
    M M S
    المدير 2
    المدير 2


    عدد المساهمات : 628
    نقاط : 1691
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 14/04/2012

      كتاب الحروب الروحية جــــــ 1 Empty رد: كتاب الحروب الروحية جــــــ 1

    مُساهمة من طرف M M S السبت أكتوبر 13, 2012 10:33 am

    2- الحروب التي في داخلك



    الحروب الروحية قد تأتي إلى الإنسان من داخل نفسه، أو من الشيطان، أو من العالم، أو من الناس الأشرار، أو قد تتحول من حالة إلى حالة.

    تأتي من شهوات القلب من الداخل، ومن أفكار العقل، ومن حركات الجسد.

    والحرب الداخلية أصعب من الحرب الخارجية، لأن الإنسان يكون فيها عدو نفسه. وهذه الحرب تكون صعبة، لأنه يشتهيها ولا يريد مقاومتها.

    لذلك كانت نقاوة القلب هي أهم شيء في حياة الإنسان. وكما قال أحد القديسين: إن القلب النقي حصن لا ينال..

    القلب يشبه البيت المبني على الصخر مهما هبت الزوابع عليه من الخارج، لا يمكن أن تضره بشيء (مت7: 24، 25)..

    والذي لا تكون له حروب من الداخل، فهذا إن أتته حرب من الخارج تكون خفيفة عليه. ويمكنه الانتصار عليها، لأن قلبه رافض لها: وإرادته لا تميل إلى التجاوب معها وقبولها...

    والحرب الداخلية ربما يكون سببها طبع اندمج في الخطيئة. وهنا يكون قد ترسب من الماضي في قلب الإنسان وفكره ما يحاربه.

    وقد يكون سبها حالة فتور، أو طبيعة ضعيفة تستسلم للخطأ... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وربما يكون سببها إهمال من الإنسان في ممارسة الوسائط الروحية فيضعف القلب من الداخل، ويترك الفكر يطيش حيثما يشاء بلا ضابط.

    وربما تبدأ بالتراخي في ضبط الحواس... والحواس هي أبواب يدخل منها الفكر.

    والحرب الداخلية قد تأتى خفيفة أو عنيفة. وحتى إن بدأت خفيفة: كلما تراخي الإنسان لها، تسيطر عليه...

    ومن الحروب الداخلية حرب الأفكار.
    M M S
    M M S
    المدير 2
    المدير 2


    عدد المساهمات : 628
    نقاط : 1691
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 14/04/2012

      كتاب الحروب الروحية جــــــ 1 Empty رد: كتاب الحروب الروحية جــــــ 1

    مُساهمة من طرف M M S السبت أكتوبر 13, 2012 10:34 am

    3- حرب الأفكار



    قد تكون الأفكار في اليقظة. وقد تكون في المنام. والأفكار أثناء النوم ربما تكون مترسبة من أفكار وأخبار النهار، مما ترسب في العقل الباطن من شهوات ومن أفكار، وما جلبته الأذن من أخبار وحكايات، وما قرأة الشخص من قراءات رسبت في ذهنه.

    كل هذه تأتي في أحلام، أو في سرحان، أو ما يسمونه أحلام اليقظة. ويستمر فيها الإنسان طالما كان القلب قابلًا لها... فإن كان رافضًا لها تتوقف، ويصحو لنفسه...

    وإرادة الإنسان ضابط هام للفكر فهي التي تسمح بدخول الفكر... وحتى إن دخل خلسة، هي التي سمح باستمراره أو بإيقافه..

    ومن هنا تأتي المسئولية...

    ومن هنا نرد على السؤال القائل: هل هذه الأفكار إرادية، أم غير إرادية أم شبه إرادية، أي من النوع الذي هو غير إرادي الآن، ولكنه نابع من إرادة سابقة تسببت فيه.

    فقد يغرس الشيطان فكرًا في عقل الإنسان، يدخل إليه بغير إرادته. ولكن حتى هذا الفكر، الذي لا مسئولية عليك في قبوله.

    إن أردت، يمكنك أن تطرد الفكر، ولا تتعامل معه، ولا ترحب به... لأنك إن قبلت الفكر الخاطئ، تكون خائنًا للروح القدس الساكن فيك، وخائنًا لمحبة الله، ومقصرًا في حفظ وصاياه، وفي صيانة قداسة قلبك من الداخل.

    وقد يأتيك الفكر الخاطئ في حلم... فإن كنت نقيًا تمامًا، سوف لا تقبله في الحلم أيضًا... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وإن كنت لم تصل إلى هذا المستوي وقبلته، فستحزن بسببه كثيرًا في يقظتك، ويترك حزنك هذا أثره العميق في عقلك الباطن، لرفض كل حلم مماثل في المستقبل: إن لم يكن مباشرة، فبالتدريج إلى أن تصل إلى نقاوة العقل الباطن.

    إذن قاوم الفكر الخاطئ بالنهار، أثناء يقظتك، لكي تتعود المقاومة حتى بالليل أثناء نومك وتنغرس هذه المقاومة في أعماق شعورك، ويتعودها عقلك الباطن.

    إن زمام أفكارك في يدك، سواء منها الأفكار التي تصنعها بنفسك، أو التي ترد إليك من الخارج، من الشيطان أو من الناس. وما أصدق قول المثل:

    إن كنت لا تستطيع أن تمنع الطير من أن يحوم حول رأسك، فإنك تستطيع أن تمنعه من أن يعشش في شعرك!

    وبإرادتك، واشتراكك مع عمل النعمة فيك، يمكنك السيطرة على الأفكار، فلا تجعلها تأخذ سلطانًا عليك. ولا تستطيع الأفكار الخاطئة أن تفقدك نقاوتك، وذلك لأنك لا تجاوب معها. وما أصدق قول القديس يوحنا ذهبي الفم:

    لا يستطيع أحد أن يضر إنسانًا: ما لم يضر هذا الإنسان نفسه.

    لذلك لا تستسلموا للأفكار. وليكن كل إنسان حكيمًا. يعرف الفكر، كيف يبدأ عنده، وكيف يتطور، وما خط مسيرة داخل ذهنه؟ وما نوع الأفكار التي تبدأ بريئة وهادئة وتنتهي بنهاية خاطئة؟ فليحترس من أمثال هذه الأفكار، ولا يعطي مجالًا للفكر حتى يشتد...

    وإن اشتدت عليك الأفكار بطريقة ضاغطة ومستمرة، فلا تيأس، ولا تقل لا فائدة من المقامة، وتستسلم للفكر.

    إن اليأس يجعل الإنسان يتراخي مع الفكر، ويفتح له أبوابه الداخلية، ويضعف أمامه ويسقط، أما أنت فحارب الأفكار وانتصر... وكيف ذلك؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 6:04 pm